رحله الى الفضاء

في يوم من الأيام قال لي أبي: " هل تريدين الذهاب معي إلى الفضاء يا ابنتي؟ ", فأجبته: " طبعا يا أبي, أنا أريد الذهاب معك إلى الفضاء ", فقال أبي: " حسنا, سوف نستكشف الفضاء معا, ونتعرف على عدة كواكب ومجرات, وسأقول لك لماذا سمي كل من الكواكب باسمه ", فقلت: " حسنا لأنني أحب التزود بالكثير من المعلومات ".
بعد أن ركبنا في الصاروخ, ارتدينا الملابس الخاصة, وجلس أبي على المقعد وانطلقنا. عندما وصلنا كم كانت فرحتي كبيرة وعظيمة! كان هناك الكثير من الأضواء التي تجمعت على شكل خط كبير أبيض يشبه الشارع, والعديد من الكواكب, النجوم والمجرات.
وقفنا على كوكب عطارد, وقال أبي: " لقد سموا هذا الكوكب بهذا الاسم لأن أول إنسان وقف عليه قال بأنه كان يطارد الشمس, فسموه بعطارد, وهو أيضا أقرب الكواكب إليها ". ثم أشار إلى الشمس وقال: " وذلك هو نجم الشمس, إن درجة حرارته هي 6000 درجة مئوية, لكن هذه ليست درجة حرارة كل الشمس بل الطبقة الخارجية منها فقط ".




وبعدها اتجهنا ووقفنا على كوكب الزُهرة وقال أبي: " إن هذا الكوكب هو الكوكب الأبيض الذي يشبه الأرض بشدة, وهو أكثر الكواكب جمالا, حتى أن اسمه – الزُهرة – يعني الجمال والبياض الناصع, وباللغة الانجليزية يسمى بفينوس Venus, والذي هو اسم آلهة الجمال ", فقلت لأبي: " حقا انه جميل جدا, والآن هيا نذهب ونتابع رحلتنا ", وانطلقنا.




في طريق الرحلة إلى كوكب المريخ مررنا على الأرض, وبعد فترة وجيزة وصلنا المريخ ووقفنا على سطحه, وبدأ أبي بالشرح: " هذا الكوكب مليء بالحديد, لهذا نلاحظ الكثير من البقع الحمراء على سطحه, وهي أيضا سبب تسميته, فالمريخ يعني المليء بالبقع الحمراء", ثم سكت أبي لكي نستريح قليلا, وبعد أن استرحنا لبعض الوقت, قال أبي: " إن الكواكب الأربعة التي أريتك إياها حتى الآن, تتميز عن الأربعة الباقية بمبناها الصخري, بينما الأربعة الأخرى تتميز بمبناها الغازي, ولهذا فأنا أخبرك من الآن أننا لن نستطيع الوقوف عليها, بل سنكتفي بالتحليق والشرح من فوقها ".

انطلقنا في رحلتنا إلى أن وصلنا كوكب المشتري وحلقنا فوقه, فقال أبي: "هذا هو كوكب المشتري, وهو أكبر الكواكب في مجموعتنا الشمسية, وسمي بهذا الاسم بسبب سيره في مساره الثابت دائما بسرعة وهذا هو المعنى لكلمة ( المشتري ) حسب معجم ( لسان العرب ) ". فقلت له : " جيد جدا, فلنذهب إلى الكوكب الذي يليه ".





عندما وصلنا إليه بدأ أبي بالشرح قائلا: " هذا هو زحل, وهو يمتاز بحلقاته التي تحيطه, وقد سمي بزحل لأنه يشبه المنزلق أو (الزُحْليقَةِ) ".






وخلال الطريق قلت: " أبي, ما هذا الكوكب الأزرق, أنا لا أحتمل الصبر حتى أقترب منه ", فأجابني أبي: " إنه أورانوس, لكننا لا نستطيع الاقتراب منه كثيرا, سوف نتجمد من شدة البرد, فدرجة حرارته تصل إلى 230 درجة مئوية تحت الصفر, ولهذا لا حياة عليه, وهو قد سمي بذلك بسبب عظمته, فأورانوس هو ملك السماوات في اللغة الإغريقية ".





استأنف أبي شرحه قائلا: " ذلك هو كوكب نبتون, ثامن وآخر كواكب مجموعتنا ومنظومتنا الشمسية, إنه يمتاز بزرقته, وسمي بذلك نسبة إلى الإله الروماني للبحر نبتون ".





وأكمل قائلا: " سنشرح الآن عن الخط الذي يشبه الشارع, إن هذا الخط مكون من كواكب منفجرة وغبار ", فقلت له: " ولماذا هو أبيض؟ ", فقال أبي: " لقد تجمدت هذه المواد بسبب البرد فأصبحت بيضاء, ومتجمعة مثل الشارع, سأقول لك الآن ما اسم مجرتنا التي نعيش فيها ". وبدأنا نشرح عن اسم مجرتنا:




فأخبرني أبي أن اسم مجرتنا هو درب اللبانة, وليس درب التبانة, كما اعتدنا القول. ثم تابع أبي الشرح: "آه لقد نسيت الشرح عن مسار الكواكب ", فقلت: هيا هيا, أنا لا أستطيع الصبر, فلتشرح لي أكثر ":
فقال أبي: "يوجد لكل كوكب من الكواكب مسار, وهذا المسار هو طريق تدور الكواكب فيه, يستطيع الكوكب تغيير اتجاه مساره, مثلا إن كان يمشي لليمين ثم غير اتجاهه إلى اليسار, لن يحدث ضرر, ولكن إن خرج عن مساره, عندها سيحدث انفجار كبير يدمر كل شيء بالقرب منه ". وهذا يتطابق مع معجزة قرآنية عظيمة, حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم : (( كل في فلك )) صدق الله العظيم, والشيء المثير للاهتمام أننا إذا عكسنا حروف هذه الآية ستظل كلماتها نفس الشيء وسنحصل على نفس الآية, تماما كالكواكب التي إن عكسنا اتجاه مسارها فلن يتغير شيء في النظام الكوني, ولن يحدث أي ضرر كان. في النهاية قال أبي :" في نهاية رحلتنا يا ابنتي العزيزة, أتمنى أن تكوني قد اكتسبت العديد من المعلومات الجديدة, القيمة والمفيدة ".
عندما ركبنا الصاروخ في طريق العودة إلى البيت كنت قد استكشفت واستجمعت الكثير من المعلومات القيمة, وهكذا عدت إلى البيت مسرورة, وزاد إيماني ويقيني بالله تعالى خالق هذا الكون.